أوّل زواج للمثليين في لبنان: البروبغندا الرخيصة... والمتوقّعة

أوّل زواج للمثليين في لبنان: البروبغندا الرخيصة... والمتوقّعة

17 ديسمبر 2014
محمد وغيث في البرنامج (يوتيوب)
+ الخط -

انتظرنا أن تنتهي الهستيريا، لكنها لم تفعل. "أول زواج علني للمثليين في لبنان برسم المجتمع"، عنوان الفيديو وحده، وهو جزء من حلقة "للنشر" على قناة "الجديد"، كفيل بجذب المشاهدين. وقد فعل. عشرات الآلاف دخلوا إلى "يوتيوب" ليشاهدوا الزواج... الذي لم يحصل طبعاً. بل إن الفقرة مبنية على أمنية مثليين هما محمد وغيث/ جينيفير في الزواج، لأنهما على علاقة عاطفية منذ أربع سنوات، ويريدان الارتباط.

لكن رغم ذلك، اختارت القناة العنوان المغري ـ وهو حقها ـ لجذب أكبر عدد ممكن من المشاهدين. "مثليين"، و"زواج"، كلمتان كفيلتان وحدهما "بتحطيم الأرقام القياسية" في اللايكات والشير، والمشاهدة. لكن دعنا من البروبغندا الرخيصة التي تعتمدها كل وسائل الإعلام في العالم، ولننتقل إلى مضمون الفقرة. مجدداً يتم التعاطي مع موضوع المثلية على أنه موضوع "إكزوتيك".

ومجدداً يختار الإعلام حشر رجال الدين في الموضوع. "ما رأيك، فضيلة الشيخ، في ما يقوله محمد عن رغبته بالزواج من صديقه؟". ماذا كانت تنتظر مقدمة البرنامج، ريما كركي، من "فضيلة الشيخ"؟ شنّ الشيخ حملة تكفير ورفض لمحمد ورفيقه، رافضاً زواجهما ورافضاً علاقتهما.

أساساً، كل شيء في الفقرة كان متوقعاً: اللهجة المحتدّة بين الصحافي بيار أبي صعب، المدافع عن الحريات الجنسية والشخصية، وبين الشيخ. وحديث محمد وغيث عن حبهما وحريتهما في الاختيار... حتى أسئلة ريما كركي كانت متوقعة. هي الأسئلة نفسها، المقاربة نفسها، الاستغراب نفسه الذي يرافق طرح موضوع المثلية الجنسية في السنوات الأخيرة.

السنوات التي انتقل فيها الحديث عن المثليين من اعتبارهم مخلوقات فضائية في التسعينيات إلى مرحلة الاعتراف بوجودهم. لعلّ الموضوع الوحيد غير المتوقع هو ذكورية محمد وإصراره على الإجابة عن كل الاسئلة من دون أن يفسح مجالاً لشريكه/ شريكته للكلام.

طيّب، الإعلام بات يقارب موضوع المثليين بطريقة إيجابية... أم لا. المثليون، كالجنس، كالجريمة، مادة لرفع نسب المشاهدة. عند الخروج من هذه الدوامة، نفتح حديث الحريات الشخصية.

دلالات

المساهمون