Réponse à Rachid Nekkaz

السيد النقّاز المحترم،

لقد انصت ببالغ الاهتمام و الإمعان للاطروحة التي تفضلتم بعرضها خلال تدخلكم في  إطار أشغال الجمعية المتوسطية للتنمية المستدامة.

اطروحتكم  تلك التي تقترح حلا نهائيا لعامة المشاكل العالقة بين المغرب و الجزائر و لا أخفيكم ان الانطباع الذي انتابني بعد الإنصات الممعن كان عبارة عن مزيج من تأنيب الضمير نظرا للوقت الذي اضعته و إياك و بين الدهشة مما للغباء من قدرة على التمكن من البعض، و كُنْتُمْ لذلك خير دليل.

اقتراحكم، الذي يقضي باقتسام السلطة بين المغرب و الجزائر على مستوى الصحراء المغربية لمدة عشر سنوات يتبعها استفتاء لسكان الصحراء، يدل على جهلكم لتاريخ المنطقة التي تدعون أنكم وليدها والتي شاءت سخرية القدر ان تنصّبوا أنفسكم مرشحا لرئاسة إحدى دولها، الجزائر، بعد ان كُنْتُمْ في السابق مرشحا لرئاسة  البلد الذي استعمرها لقرن و نصف قرن.

السيد النقّاز، دعوني افصل درسي لكم و تقبلوا من أستاذكم هذا ما يلي، فعليكم بالتسلح بسعة الصدر كما فعل المنصتون لتدخلكم سابقا. و اعلموا ان كل ما سيقال في حقكم من بعد يصبّ في مصلحتكم و مصلحة المنطقة.

أما على مستوى مبدأ الاستفتاء في حد ذاته، فليكن في علمك ان المغرب كان أول من اقترح فكرة الاستفتاء، و أنه هو من أعلن بطلان مفعولها بعد ان شاهد المجتمع الدولي ما وقع من تزوير للوائح المستفتين، حيث بات الكل يلاحظ ظهور آلاف الموريتانيين ، التشاديين و الماليين في المنطقة. فكرة الاستفتاء إذن ليست وليدة فكركم المعتوم و بطلانها بات معطى لا يناقشه العقلاء.

و أما على مستوى جغرافيا المنطقة، فاعلم سيدي أن الشعب الصحراوي بالمفهوم الثقافي للمصطلح، لا يتواجد في المغرب فحسب، بل يمتد من المحيط الى حدود السودان.  ومن هذا المنطلق كان على غيرتكم على استقلال الشعوب ان تكون اكثر عدالة و أن تشمل كل الصحراويين، بمافي ذلك الجزائريين، و ليس فقط الجزء المغربي منهم. و لكن شتان بينكم و بين الأفكار العادلة.

و اما على مستوى المنهج فاعلموا سيدي ان أسلوبكم الاستفزازي، و اتهامكم للمغاربة بتخريب شعبكم عن طريق المخدرات، و تهديدهم باللجوء الى الامم المتحدة لمعاقبة المغرب ، فهو أسلوب مردود بقوة في وجهكم اللئيم. و ما لفظ اللئيم هنا بصدفة و لكن من وحي من قال: ان انت أكرمت الكريم ملكته و إن انت أكرمت اللئيم تمردا.الجؤوا لمن شئتم، فالحق هاهنا و الارض هاهنا. فها أنتم في ضيافة الشعب المغربي، تأكلون مأكله و تشربون مشربه و تستعملون أول فرصة يخرجونكم فيها من ظلمات النسيان لتنهالوا على أكل السحت في وحدته الترابية. بئس الأخلاق و بئس السياسي.

سيدي النقّاز، ان « تنقازكم » هذا لهو خير دليل على اننا كمغاربة على الطريق الصحيح. و لن نحيد عنه الى ان يأخذ الله الأرض و من عليها.  فعندما يكون العدو سياسيا يشتري الأصوات و يفضح في الصحف، عندما يكون الخصم مجرد الهوية، ثارة مرشحا لرئاسة الجزائر و ثارة لفرنسا عدو الجزائر « الرسمي »، عندما يكون الخصم يأكل من فقاعات الاقتصاد، عندما تكون كتاباته اشتريت من الهواة، آنذاك يكون الجواب كالتالي:  » إذا أتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي بأني كامل ».

عليكم بالاستمتاع بما تبقى من ايام سفركم في بلد الأمن و الأمان و أتمنى ان لا أراكم فيه أبدا حفظا لكرامتكم .

مع كافة عبارات الضيافة و الأمان و حسن الجوار،

رضى العروبة

Laisser un commentaire