أمراض الأطفال الشتوية.. كيف يمكن معالجتها والوقاية منها؟

زيتون – ياسمين محمد 
تتسبب برودة الجو في فصل الشتاء، وتغير درجات الحرارة، والانتقال المفاجئ من مكان دافئ إلى آخر بارد، بضعف في مناعة الجسم، مما يؤدي للإصابة ببعض الأمراض الموسمية، ونتيجةً لضعف مناعة الأطفال أكثر من الكبار، فإن الأطفال يكونون أكثر عرضة للإصابة بهذه الأمراض، كما يكونون أكثر قابلية لتلقي العدوى بها، ويزيد من نسبة الإصابة تواجدهم في الأماكن المغلقة بأعداد كبيرة كما في المدارس، ليصابوا بالأمراض وينقلوا العدوى إلى منازلهم وأسرهم.

 
الطبيب “بشار اليوسف” الأخصائي بطب الأطفال تحدث لزيتون عن الأمراض التي تصيب الأطفال في فصل الشتاء، وأعراضها وطرق معالجتها والوقاية منها قائلاً: “أكثر الأمراض انتشاراً في فصل الشتاء هي: التهاب القصيبات الشعيرية، والزكام، والانفلونزا “الكريب”، ويُصاب بها الكبار والصغار، إلا أن الأطفال أكثر عرضةً للإصابة والتأثر بها”.
وأضاف “اليوسف”: “التهاب القصيبات الشعيرية غالباً ما يصيب الأطفال الذين تقل أعمارهم عن العامين، وتكون أعراض المرض عبارة عن: سيلان أنفي، وعطاس، وحمى قليلة وسعال، وقد يتطور إلى زلة تنفسية، وسحب ضلعي، وزرقة، ويتم معالجتها بإعطاء الطفل المصاب الأوكسجين، والسوائل الوريدية، والموسعات القصبية”.
أما بالنسبة للزكام، فأعراضه هي سيلان أنفي، وعطاس، وبحة في الصوت تترافق مع سعال، وتستمر لمدة أسبوع، ويتم معالجته بإعطاء الطفل المصاب نقط أنفية، وخافض حرارة كالسيتامول، ومضاد احتقان، علماً أن الزكام يصيب الأشخاص في الشتاء بكافة أعمارهم، وتنتقل العدوى تنفسياً في كل من الزكام والتهاب القصيبات الشعيرية، لذلك ينصح بالابتعاد قدر الإمكان عن المصاب بها، بحسب طبيب الأطفال.
كما تتجلى أعراض الكريب بارتفاع حرارة، وألم في المفاصل، مع صداع وسعال وجفاف في الحلق، وللوقاية منه يمكن إعطاء اللقاح السنوي للانفلونزا للأطفال لتجنيبهم الإصابة به خلال العام، والذي يعطى في فصل الخريف من كل عام ولكافة الأعمار، بالإضافة إلى الحرص على عدم تعرض الأطفال لتقلبات الطقس والتغير المفاجئ في درجات الحرارة.
الطبيب “عمر الجندي” أوضح لزيتون أن أكثر الأمراض شيوعاً في الشتاء هي أمراض الزكام والتهابات الجهاز التنفسي، وتعود الأسباب غالباً إلى البرد والعدوى، وضعف المناعة، بالإضافة إلى التهاب البلعوم واللوزتين، ويكون في الغالب فيروسي المنشأ، أو نتيجة الإصابات بالجراثيم، ويعد تكرار التهاب اللوزتين موضوع مهم، ويشاهد بكثرة على مدار السنة عند الأطفال”.

وأضاف “الجندي”: “الحمى الناجمة عن أمراض الشتاء عند الأطفال ليست سبباً للإسراع بالذهاب إلى عيادات الأطباء، فمعظم أمراض الحمى لدى الأطفال فوق عمر السنتين، سهلة وتزول دون الحاجة إلى العلاج الدوائي، ولكن في ظل الوضع الراهن وما نجده من انتشار كبير للأمراض والأوبئة بسبب المواد الملوثة التي تنتج عن مخلفات الحرب، أو نتيجة انهيار الشبكات الصحية وتلوث المياه، يجب على كل أم أن تحرص على سلامة أفراد أسرتها، وحماية أطفالها ووقايتهم من أجل تقليل فرص الإصابة بهذه الأمراض”.
وتكمن الوقاية من هذه الأمراض بعدة طرق، منها تقديم اللقاحات اللازمة للأطفال وتعقيم مياه الشرب، وإبعاد الأطفال وتجنب مخالطتهم مع الأشخاص المصابين بالأمراض المعدية، والتهوية الجيدة للمنازل، والاهتمام بالتغذية الصحية للأطفال، وتجنيبهم الانتقال المفاجئ من مكان دافئ إلى مكان بارد، بحسب “الجندي”.
كما يعتبر التهاب الأذن الوسطى من بين الأمراض الأكثر شيوعاً عند الأطفال، ولا سيما لمن هم دون سن الخامسة، وتبدأ أعراض التهاب الأذن الوسطى بالإحساس بضغط مزعج في داخل الأذن، مصحوب بألم حاد، وتظهر على الطفل المصاب أعراض الحمى وارتفاع درجة الحرارة وفقدان السمع، وإذا لم تعالج العدوى فإن تراكم الضغط في الأذن الوسطى يؤدي إلى خروجها من خلال طبلة الأذن، ومن الضروري معالجة الالتهاب لتجنب الآثار السلبية للمرض.


ويوجد في مدينة معرة النعمان مشفى متخصص بأمراض الأطفال، وهو مشفى السلام التخصصي لأمراض النساء والأطفال، وبحسب آخر إحصائية حصلت عليها زيتون من إدارة المشفى، بلغ عدد مراجعي عيادة الأطفال في أيلول الماضي 3699 مراجعاً، كما استفاد 56 طفلاً من المنفسة.
إلا أن مشفى السلام التخصصي، يعاني من نقص في الكادر، ويحوي11 طبيباً مختصاً بأمراض النساء أو الأطفال، ولكن هذا العدد من الأطباء غير كافي، وذلك بسبب ازدياد عدد السكان في المدينة نتيجة النزوح، مما زاد في عدد المراجعين أضعاف ما كان عليه سابقاً، بحسب تصريح سابق لمدير مشفى السلام التخصصي الطبيب “عبد المنعم الشردوب”. 
وكان مدير المكتب الطبي في المجلس المحلي، ورئيس مشفى معرة النعمان المركزي “رضوان شردوب” قد أكد لزيتون في وقت سابق أنه سيتم افتتاح قسم خاص للأطفال في مشفى المعرة المركزي، كما سيتم تأمين حواضن ومنافس وأسرّة جديدة، وتوظيف كوادر إضافية، وتوفير حاجيات الأطفال من أدوية وحليب، مشيراً إلى أن المشفى تستقبل نحو ٥٠ طفلاً يومياً.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*