يلدريم يتطلع لمنطقة آمنة بالعراق وكارتر يتفقد أربيل

طرح وزير الدفاع الأميركي كارتر، على بغداد عرضاً من الحكومة التركية لمشاركة قواتها في معركة تحرير الموصل، غير أن رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي رفضها.

يلدريم يتطلع لمنطقة آمنة بالعراق وكارتر يتفقد أربيل

 في الوقت الذي وصل وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر، اليوم الأحد، إلى مدينة أربيل عاصمة الإقليم الكردي في العراق، قادماً من بغداد، أبدى رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، رغبة بلاده في إقامة منطقة خالية من الإرهابيين داخل العراق بالتعاون مع حكومة الإقليم الكردي، على غرار ما قامت به في الأراضي السورية المتاخمة للحدود التركية.

ووصل كارتر إلى الأنبار على متن طائرة عسكرية، وكان في استقباله كل من نيجيرفان بارزاني رئيس حكومة الإقليم، وفلاح مصطفى مسؤول العلاقات الخارجية في الحكومة، وكريم شنكالي، وزير 'البيشمركة' بالوكالة -قوات الإقليم الكردي-، وفؤاد حسن رئيس ديوان رئاسة الإقليم، وسفين دزايي، المتحدث باسم الحكومة.

وأمس السبت، وصل وزير الدفاع الأميركي إلى بغداد، في زيارة غير معلنة بالتزامن مع العمليات العسكرية الجارية لتحرير مدينة الموصل ثاني أكبر مدن البلاد، من قبضة تنظيم 'داعش' الإرهابي.

وطرح كارتر، عرضاً من الحكومة التركية لمشاركة قواتها في معركة تحرير الموصل، غير أن رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي رفضها.

وأدلى رئيس الحكومة التركية بهذه التصريحات خلال لقاء مشترك مع 6 محطات تلفزيونية محلية، مساء السبت، تطرق خلالها إلى الحديث عن عدد من القضايا الداخلية والخارجية، ولاسيما الأوضاع الراهنة في الجارتين سورية والعراق.

وفي معرض ردّه على سؤال حول ما إذا كانت هناك مباحثات بين أنقرة وأربيل بشأن وضع خطة لإقامة منطقة خالية من الإرهابيين، وفيما إذا كانت الأخيرة تؤيد ذلك، قال يلدريم إن الإقليم الكردي 'يدرك أهمية التعاون مع تركيا في هذا الإطار، وأكّد استعداده لذلك في عدة مناسبات'.

وعما إذا كانت تلك المساحة الآمنة المشتركة داخل أراضي الإقليم الكردي تشبه نظيرتها في سورية، أوضح بالقول 'نعم، ولدينا رغبة مشتركة مع الحزب الديمقراطي الكردستاني، برئاسة مسعود بارزاني من حيث المبدأ لإقامة المناطق الآمنة في كل مكان يتطلب ذلك، لأن الخطر مشترك بالنسبة للجانبين وهو بي كا كا'.

وأشار يلدريم إلى 'وجود قوات خاصة تركية متمركزة على المنطقة الحدودية في الجانب العراقي بالقرب من أربيل، لذلك تبدي حكومة الإقليم رغبتها في التعاون معنا بشكل وثيق'.

وأضاف 'بالطبع هناك تعاون موجود في الوقت الراهن، لكن لدينا إمكانات لتعزيزه أكثر، لأنهم -مسؤولو أربيل-منزعجون من الإرهابيين -في إشارة لعناصر منظمة بي كا كا الإرهابية-على قدر انزعاجنا نحن'.

ولفت إلى أن 'بي كا كا' بدأت بالتحرك من جبال قنديل شمالي العراق، صوب قضاء سنجار -غربي الموصل-، وتعمل على إنشاء معسكر لها هناك وبالتالي هذا يشكل خطرًا على حكومة الإقليم أكثر مما يشكله علينا'.

وشدّد رئيس الوزراء التركي على أن مسلحي 'بي كا كا' وامتدادها السوري 'ب ي د' يحاولون القضاء على قوات البيشمركة في المنطقة المذكورة.

واستطرد قائلا 'هذا لبّ الحقيقة، فهم -حكومة أربيل-يدركون هذا الخطر وبالتالي يشكّل تعاونها مع تركيا أهمية بالغة لكلانا  وسنعمل على تحقيق الأمن وتأسيس مساحة آمنة مشتركة'.

وفيما إذا كانت هناك معلومات أو وثائق لدى تركيا بخصوص تمركز 'بي كا كا' في قضاء سنجار، أكّد أن حكومته لديها معلومات في هذا الصدد.

وفي هذا الصدد، بيّن أن 'المنظمة الإرهابية تتمركز في سنجار بشكل تدريجي، وهذا أمر معروف وسيتم اتخاذ الاجراءات اللازمة في الوقت المناسب'.

تجدر الإشارة إلى أن وحدات من القوات الخاصة في الجيش التركي، أطلقت فجر 24 آب/ أغسطس الماضي، حملة عسكرية في مدينة جرابلس شمالي سورية، بالتنسيق مع القوات الجوية للتحالف الدولي، تحت اسم 'درع الفرات'، تهدف إلى تطهير المدينة والمنطقة الحدودية من المنظمات الإرهابية، وخاصة تنظيم 'داعش' الذي يستهدف الدولة التركية ومواطنيها الأبرياء.

ونجحت العملية، خلال ساعات، في تحرير المدينة ومناطق مجاورة لها، كما تم لاحقاً تحرير كل الشريط الحدودي ما بين مدينتي جرابلس وإعزاز السوريتين، وبذلك لم تبقَ أية مناطق متاخمة للحدود التركية تحت سيطرة 'داعش'.

وانطلقت، فجر الإثنين الماضي، معركة استعادة الموصل، بمشاركة 45 ألفاً من القوات التابعة لحكومة بغداد، سواء من الجيش، أو الشرطة، مدعومين بالحشد الشعبي، وحرس نينوى، إلى جانب 'البيشمركة '، وإسناد جوي من جانب مقاتلات التحالف الدولي.

اقرأ/ي أيضًا | العبادي يرفض عرضا تركيا للمساعدة في معركة الموصل

وبدأت القوات الزحف نحو الموصل، من محاورها الجنوبية والشمالية والشرقية، من أجل استعادتها من قبضة 'داعش'، الذي يسيطر عليها منذ 10 حزيران/ يونيو 2014.

التعليقات