منزلها عيادة وحقيبتها صيدلية.. أم سامي قابلة بنش

زيتون – أسعد الأسعد

عند بداية الثورة وفي بداية عام 2013 تحديدا، عندما كانت مدينة بنش بحالة يرثى لها، وكانت تعيش حالة من نقص الأدوية بمختلف أنواعها، سطع نجم امرأة في المدينة والقرى المحيطة بها عرفت بـ “أم سامي” التي كانت أشبه بصيدلية نقالة.

لم يكن حصولها على الدواء سهلا، حيث عمدت إلى تهريبه من مدينة إدلب عبر حقيبتها الشخصية عندما كانت تحت سيطرة النظام، متحدية مخاطر اكتشافها، بشجاعة تنقص العديد من الرجال.
“منى محمد” من مواليد  1972 خريجة معهد قبالة، عملت في المشفى الوطني في مدينة إدلب من عام 1996 وحتى عام 2013 إضافة لعملها في مشفى “المطلق” الخاص في إدلب من عام 2005 وحتى عام 2013.
غير آبهة بحواجز النظام وتشديداته الأمنية، واظبت أم سامي على نقل الأدوية لفترة من الزمن إلى المناطق المحررة، ولكن سرعان ما تم الإبلاغ عنها، ليقوم فرع أمن الدولة في آذار من عام 2013 باقتحام المستشفى الوطني بحثا عنها، وشاءت الأقدار أن تنجح بما فشل به الكثيرين، الإفلات من قبضة فرع الأمن بمساعدة زملائها، وكان عمرا جديدا يكتب لها، قررت مرة أخرى أن تبذله في حفظ أعمار الآخرين، عائدة إلى توليد النساء في بنش، إضافة للمساعدة في إسعاف مصابي القصف والمعارك.
وبعد فترة وجيزة انتقلت “أم سامي” برفقة عائلتها لقرية عين شيب، تلك القرية المنسية التي تقع غربي مدينة إدلب، حيث تفتقر لأي مركز صحي أو مشفى، وربما هو السبب الرئيسي الذي جعلها وجهة دسمة لأم سامي التي افتتحت عيادة صغيرة ضمن بيتها في القرية، وبدأت بتوليد النساء وتقديم الإسعافات الأولية وفق استطاعتها، فأصبحت ملاذا للمصابين جراء الاشتباكات مع حواجز قوات النظام في محيط مدينة إدلب، وملاذا للنساء اللواتي ينجبن في القرى المحررة لصعوبة وخطورة وصولهن إلى المستشفيات.
تقول “أم سامي” إنها ولدت أكثر من 1000 طفل خلال فترة عملها في قرية عين شيب، والتي امتدت من أيلول عام 2013 وحتى آذار 2015، مقابل مبالغ بسيطة لشراء حاجيات العيادة من أدوية ومعدات، كما دربت أكثر من 5 فتيات على إعطاء الإسعافات الأولية والحقن بكافة أشكالها لمساعدتها في العمل، داخل عيادتها الصغيرة.
وبعد تحرير مدينة إدلب وإعادة تنشيط المستشفيات في المدينة، عادت “أم سامي” لعملها في مشفى مدينة أريحا إضافة لعملها في عيادتها التي نقلتها إلى بلدة “سيجر” غرب مدينة إدلب.
رأي أهالي بنش في عمل المرأة
عبر معظم الأهالي في مدينة بنش عن رضاهم وتأييدهم لانخراط المرأة في المؤسسات والعمل، ولا سيما في المجالات المتعلقة بالمرأة.
“وسيم الأسعد” أحد أهالي بنش قال: “عمل المرأة واجب، وخاصة في هذه الظروف التي نعيشها، كون المرأة هي المساعد للرجل، أما تعليم المرأة فهو الشيء الأهم على الإطلاق”.
بينما رأى “بيرق السيد علي” أن عمل المرأة ضروري جدا، ولكن ليس في جميع المجالات فهناك مجالات لا تصلح لها، وأخرى يجب أن تكون هي العضو الفاعل فيها، مثل القبالة وغيرها من الاختصاصات والأمور المتعلقة بالنساء.
أما “أحمد جمالو” فقد أكد أن الأوضاع التي تعيشها المحافظة في ظل قلة نسبة الرجال، جراء المعارك والقصف وارتفاع نسبة الوفيات، تستوجب أن يكون للمرأة دوراً هاماً في بناء المجتمع، كما تستوجب تواجدها في جميع منشآت الدولة من خدمية وصحية وغيرها.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*