رولا حمادة وميشال سليمان... والشركة العائلية التي تسمّى لبنان

رولا حمادة وميشال سليمان... والشركة العائلية التي تسمّى لبنان

11 ابريل 2016
رولا حمادة (فيسبوك)
+ الخط -
في كل مرة نقول إن الموضوع "كبير ويحتاج إلى قوانين صعبة" يأتي تصريح، أو مقال، أو حادثة تعيدنا إلى الخانة الأولى، خانة اليأس الذي يدور ويدور، ثم يعود إلينا.
هذه المرة، اكتشفنا بالصدفة، أن الرئيس اللبناني السابق ميشال سليمان، قرّر منح الجنسية اللبنانية لابن الممثلة اللبنانية رولا حمادة، المتزوجة من أجنبي، "لأنه يحب هذه الممثلة ويحترمها، ويحب أن يمنح ابنها الجنسية اللبنانية". حصل ذلك في منتصف كلام رولا حمادة لنيشان هاروتونيان في برنامج "أكابر" عن التمثيل والفنّ، ولبنان، والحب والزواج... ربما كانت مدة الحديث دقيقتين، لكن الأكيد أننا لم نسمع شيئاً بعدهما، نحن اللبنانيات المتزوجات من أجانب.
بهدوء ورصانة، ذكّرتنا رولا حمادة كيف أن ميشال سليمان منح بمرسومه هذا الجنسية اللبنانية لأثرياء ومشاهير، وأبناء مشاهير، من دون حتى التفكير ولو لمرة واحدة خلال ولايته الطويلة (6 سنوات) بتعديل القانون ليضمن المساواة بين النساء والرجال في لبنان.
ميشال سليمان يحب رولا حمادة ويحترمها، ويحب أن يمنح الجنسية لابنها المولود لأب أجنبي، لكن ميشال سليمان لا يحبني ولا يحب آلاف اللبنانيات، ولا يحب إعطاء أبنائهن الجنسية اللبنانية. ميشال سليمان يتعاطى مع الدولة اللبنانية على أنها شركة عائلية خاصة وجميلة، يخرج الجنسيات من الدرج، ويمنحها لمن يحب ويحترم.
ميشال سليمان لا يحب سميرة سويدان التي حصلت على حق منح جنسيتها اللبنانية لأولادها المولودين من أب مصري، بحكم قرار قضائي أصدره القاضي الشجاع جون قزي، ثمّ تدخلت الأطراف السياسية لتجهضه.
ميشال سليمان، لا يحب صديقتي التي لا تريد إنجاب أطفال في لبنان، لأن زوجها سوري، ولن يحصل أبناؤها على جنسيتها.
ميشال سليمان لا يحب تلك السيدة التي أطلت علينا في أحد اعتصامات حملة "جنسيتي حق لي ولأسرتي" لتقول إنها ستغادر لبنان، إلى الأردن، لتعيش هناك مع أولادها وزوجها الأردني، لأن أولادها غرباء في البلاد التي ولدوا فيها.
ميشال سليمان، مثله مثل باقي الطاقم السياسي، مثله مثل خصمه في السياسة جبران باسيل، لا يحبون إلا "أولاد العيل"، الأثرياء، والمشاهير، هؤلاء تليق بهم الجنسية اللبنانية، تليق بهم الجذور الفينيقية التي سيكتسبونها فجأة، ويليق بهم العرق الصافي (ليس صافياً تماماً) لكنه لا يليق بأولادنا.
لن تقف حمادة معنا في ساحة رياض الصلح، في المرات المقبلة، فهي من المحظيات اللواتي يحبهن ويحترمهنّ الرئيس السابق. أما نحن فسنبقى في الشارع، في انتظار تعديل قانون، في بلد، يحبنا ويحترمنا، ويحترم حقنا في المساواة مع الرجل.
ميشال سلمان يكرّس التمييز القانوني بحقّ النساء اللبنانيات، ميشال سليمان لا يحب اللبنانيات المتزوجات من أجانب، لا تكن مثل ميشال. 



دلالات

المساهمون