x

محمد فهمي «الجزيرة» لم تدفع أتعاب المحاماة محمد فهمي الخميس 26-02-2015 21:30


إن أقل حقوق المتهم في أي قضية أن يستقي المحامي الذي يريده أن يدافع عنه، لأنه يعتبر واجهة له ومنبرًا لأفكاره وحصنه في الدفاع عن النفس. منذ بداية قضية «خلية الماريوت» وأنا أصرخ في المحكمة أنني لست إخوانيًا ومستحيل أن أخون بلدي مصر لصالح دويلة قطر أو أي جهة أخرى، خصوصا من خلال عملي كصحفي محترف. ربما أكون قد أسأت التقدير عندما عملت في قناة الجزيرة الإنجليزية كصحفي حر لمدة لا تتعدى الثلاثة أشهر ولكن هذا لا يبرر معاقبتي كإرهابي وتكبيل يداي مع من اختلطت أيديهم بالدم، وحبسي في جناح الإرهاب مع من يقتلون باسم الدين ويشوهون صورة عقيدة الإسلام الحنيف.

منذ بداية هذه القضية وكّلت صديقي العزيز الأستاذ خالد أبو بكر الذي تربطني به صداقة بدأت عندما تقابلنا في محاكمة مبارك سنة 2011 حين كنت أعمل وقتها مع قناة «سي إن إن»، ونحن متفقون في اتجاهاتنا السياسية وولائنا للوطن وكنا واضحين في مرافعتنا في المحكمة عندما سلّطنا الضوء على قناة الجزيرة مباشر الفاشلة التي تحولت من منبر معد للصحافة لبوق لجماعة الإخوان المسلمين. اليوم أنا أدافع عن صديقي خالد أبو بكر بعد أن قرأت هجومًا عليه في شبكات التواصل الاجتماعي، وأؤكد أنه لم يأخذ حتى يومنا هذا جنيهًا واحدًا من قناة الجزيرة مقابل الدفاع عني. وهو يدافع عني فقط وليس له أي علاقة بباقي المتهمين في القضية.

محمد فهمي

يمكنني أن أكتب كتابًا كاملًا عن خلافي مع قناة الجزيرة التي ورطتني أنا وزملائي وغرّرت بنا واستمرت في هذا الخداع حتى يومنا هذا، فهم رفضوا دفع أتعاب المحاماة واختياري لمن يدافع عني خوفًا من كشف مكرهم وخداعهم لموظفيهم في المحكمة. ولكنني أعلنت الحرب عليهم منذ لحظة الإفراج عني، وفتحت جبهة جديدة لمعركة الحرية واسترداد الكرامة عندما تحدثت مع «التليفزيون الكندي» و«سكاي نيوز» البريطانية وشاركت في فيلم تسجيلي من إنتاج «القناة الرابعة البريطانية» وكانت هذه القشة التي قسمت ظهر البعير.

فخطابي الإعلامي واضح، وهو أن حبس صحفي محترف عمل في كبرى قنوات في العالم هو الشق الذي يعتبر ضد حرية الصحافة في هذه القضية، ولكن ما نسيت حملة الجزيرة ترويجه بالملايين التي صرفوها من التسويق لهذه القضية هو الشق السياسي، وهو أن قناة الجزيرة العربية والمباشر استخدمتا منبرهما لشن حرب إعلامية مستمرة على مصر وغيرها من الدول العربية الشقيقة التي عبّرت عن غضبها من هذه القناة من خلال «اتفاقية الرياض» التي دفنت مع موت المغفور له الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود.

الكثير من الناس يحسدونني على محاميتي الدولية أمل كلوني خصيصًا، لأنها زوجة الممثل العالمي جورج كلوني. الحقيقة أن موقفي لا يُحسد عليه أبدًا، فلقد تم إسقاطي في حرب باردة بين قطر ومصر وأصبح عندي عاهة مستديمة في كتفي بسبب كسر به حدث قبل القبض عليّ وبسبب الإهمال الطبي في الشهر الأول في سجن العقرب. واضطررت للتنازل عن جنسيتي المصرية بطلب من جهات سيادية في محبسي للاستفادة من قانون ترحيل الأجانب، بما أنني أحمل الجنسية الكندية، ومع ذلك وجدت نفسي في قفص الاتهام مرة أخرى في قضية أصبحت دون أي ملامح أو منطق، خصوصًا بعد ترحيل زميلي الصحفي الأسترالي بيتر جريستي الذي ظهر على قناة «سي إن إن» وهو «يبلبط» في البحر في شواطئ قبرص.

بيتر جرسته

ولكن هذه المحامية المحترفة حقًا أعادت لي «الأمل» عندما تغاضت عن تسعين في المائة من أتعابها، وعندما علمت أن قناة الجزيرة تخلت عني ورفضت دفع أتعاب المحاماة لي. وقد طلبت منها نشر تصريح نيابة عني قلت فيه إننا نطالب قناة الجزيرة وقطر باحترام روح اتفاقية الرياض وعدم استخدام قناة الجزيرة العربية والمباشر في التحريض.

أمل كلوني

أعلم أن كثيرًا من الصحفيين يفهمونني عندما أقول إننا لم ننغمس في عالم الصحافة من أجل المال، فالعائد المادي من مهنة الصحفي لا يمكن أن يوازي المخاطر التي نواجهها يوميًا «والضرب اللي بينزل على دماغنا من كل الجهات والفصائل».

أَحمِدُ رَبّي على تبرع منظمة «ميديا دفينس» البريطانية التي تبرعت بجزء من أتعاب المحاماة، ومنظمة «كاليتي» السويدية بجزء آخر من هذه الأتعاب.

والجدير بالذكر أن كلتا المؤسستين تساند الصحفيين المحبوسين ماديًا من أجل رفع شعار حرية الصحافة.

أقول هذا لأن الشفافية هي مخرجنا من هذه الدهاليز السياسية. وأَحمِدُ رَبّي أن المنظمتين نشرتا بيانات صحفية تثبت ذلك، لأن قناة الجزيرة بعثت برسالة كاذبة لقناة «سي إن إن» تقول فيها إنها دفعت أتعاب محاماة محمد فهمي. وبما أن قناة «سي إن إن» مدرستي الصحفية لمدة ثلاث سنوات فقد اتصلوا بي وضحكنا و«كركرنا» في المكالمة على هذا النفاق.

ما لا يدركونه مديرو قناة الجزيرة أن ولاء غالبية صحفيي العالم الذين تضامنوا معنا في هذه القضية كان دعمًا لنا كثلاثة صحفيين وليس لـ«حباب عيون» القناة القطرية. أرجو أن يكون مديرو القناة يقرأون هذه السطور قبل أن يبدأوا ترويج حملتهم الفاشلة ضدي، وليعلموا أيضًا أن نفس صحفيي العالم الذين دافعوا عنهم في هذه القضية خوفًا علينا في القفص فقط، سوف يفتحون عليهم نار جهنم ولن تستطيع ماكينة الإعلام القطرية الوقوف أمام محمد فاضل فهمي الذي يجسد جمهورية مصر العربية، فكما قال لي ذلك المسؤول «الجنسية في القلب وليست ورقة».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

جميع الأخبار

الأكثر قراءة

النشرة البريدية